اخواني الأعضاء دعونا نعرفها بمنظور اسلامي :
1-المعنى اللغوي للثقافة:
الثقافة: تطلق في اللغة العربية على معانٍ عدة، من أبرزها:
-ضبط المعرفة المتلقاة، يقال: رجل ثقف إذا "أصاب علم ما يسمعه على استوءا" قاله ابن فارس.
-الحذق والفهم وسرعة التعلم. قاله ابن منظور، وقال: "في حديث الهجرة: وهو غلام لقن ثقف، أي: ذو فطنة وذكاء. والمراد أنه ثابت المعرفة بما يحتاج إليه".
-وذكر ابن فارس من معانيه أيضاً: "إقامة درء الشيء" ، يقال: ثقف الشيء إذا أقام عوجه.
-وتعنى الظفر والتمكن من الشيء عموماً، كما في قوله تعالى: (إن يثقفون يكونوا لكم أعداء) [سورة الممتحنة، الآية: 2].
وخلاصة هذه المعاني أن الثقافة تدل على قدرة في العلم ضبطاً وفهماً وفي تقويم الفكر والسلوك.
2-المعنى الاصطلاحي للثقافة:
أما المقابل للفظة الثقافة في العصر الحديث في لغات الغرب وهو (culture)؛ فتعني حسب أبرز تعريفاتها – كما قدمه "تايلور" -:
"ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في مجتمع".
ولكن الثقافة لم تبق في نطاق هذا المعنى العام – وإن كان هو السائد في كثير من المجالات المعرفية – إذ اتجهت إلى التحدد في مضمونها ومنهجها:
-في مضمونها حيث تركزت في مجالات القيم والنظم والفكر – حركة ونتاجاً -.
-وفي منهجها حيث تميزت بشموليتها التي تدرس بها هذه المجالات بصفتها بنية مترابطة متداخلة.
وهذا هو المعنى الخاص الذي تعد به الثقافة تخصصاً علمياً متميزاً.
وبالثقافة بمعنييها العام والخاص تتمايز الأمم عن بعضها؛ ولهذا تأتي الثقافة موصوفة – دائماً – بدين أو مذهب؛ كالثقافة الإسلامية والنصرانية والاشتراكية... الخ.
ويعني هذا الوصف في معنى الثقافة الخاص أنها تحمل مقومات الدين والمذهب المنسوبة إليه ومنهجه الشمولي في القيم والنظم والفكر.
والثقافة الإسلامية بتفرد الدين المنسوبة له عن سائر الأديان، والمذهبيات تكتسب تميزها الخاص بين الثقافات في تحديدها أولاً ثم في مقوماتها وعناصرها وخصائصها.
تحياتي للجميع . (ياسر07)